بدأ كل شيء بنظرة، وشرارة، وإحدى تلك الليالي التي تبدو كمشهد من فيلم. التقيا في حفلة، وانساب الضحك بسهولة، وللحظة، شعرت وكأن لا شيء آخر يهم. لم تكن تبحث عن أي شيء جدي – مجرد القليل من التسلية، وربما حتى القليل من المرح.
لكن ما بدا خيارًا غير مؤذٍ انتهى به الأمر إلى إثارة شيء أعمق بكثير.
حلّ صباح اليوم التالي بصمت. لا رسائل لطيفة، ولا خطط للقاء مجددًا – مجرد شعور لم تستطع التخلص منه تمامًا. لم يكن شعورًا بالذنب تمامًا، بل شعورًا أثقل وأثقل. هذه هي طبيعة النوم مع شخص لا يُقدّرك حقًا – إنه يترك أثرًا لم تتوقعه أبدًا.
قالت لنفسها ألا تهتم. “كانت مجرد ليلة واحدة”، همست مرارًا وتكرارًا. لكن الحقيقة؟ بدأ قلبها يطرح أسئلة لم يستطع عقلها الإجابة عليها. هل كان يعني له شيئًا؟ هل كان خطأ؟ لماذا شعرت… بأنها مُستغلة؟
العلاقة الحميمة قوية. أقوى مما نعترف به أحيانًا. عندما تُشارك مع الشخص الخطأ – شخص لا يحترمك أو يفهمك – فإنها قد تترك وراءها أكثر من مجرد ذكريات. قد تترك وراءها ارتباكًا، وشكًا بالنفس، وندوبًا عاطفية تستغرق وقتًا للشفاء.
بالنسبة لها، لم يكن الأمر مجرد فوضى عاطفية. بدأ الأصدقاء يتحدثون. بعضهم حكم عليها. والبعض الآخر ابتعد عنها دون تفسير. لم يكن الأمر يتعلق به فقط – بل كان التأثير المضاعف. الدراما. الثرثرة. الشعور بأن الناس يراقبون كل حركة لها، ويكوّنون قصصًا في رؤوسهم لم تكن تنوي كتابتها أبدًا.
ثم جاء القلق الصحي.
كانت حذرة. في الغالب. لكن القلق سيطر عليها وهي تنتظر النتائج، خائفة من عواقب قرار لحظة. لحسن الحظ، عاد كل شيء على ما يرام – لكن الخوف؟ بقي معها. طاردها سؤال “ماذا لو” أكثر من أي شيء آخر.
غيرتها تلك التجربة.
بدأت تتساءل كيف ولماذا سمحت لشخص ما بالدخول إلى هذه المساحة الحساسة دون أن تعرف إن كان يستحق ذلك. أدركت كم كانت تتوق للتقدير، وكيف أخطأت في اعتبار الاهتمام عاطفة. لم تتركها تلك الليلة تشعر بالفراغ فحسب، بل جعلتها تشكك في قيمتها.
استغرق الأمر وقتًا. لكنها بدأت تعيد بناء نفسها تدريجيًا. بدأت بوضع حدود. تعلمت أن تقول لا دون شعور بالذنب. أحاطت نفسها بأشخاص جعلوها تشعر بالأمان والاحترام والصدق.
والأهم من ذلك، أنها سامحت نفسها. لأننا جميعًا نتخذ قرارات ننمو منها لاحقًا. لم تُعرّفها تلك الليلة، بل علّمتها.
الآن، عندما يدخل شخص جديد حياتها، تُنصت بإنصات أكثر – إلى قلبها، وغرائزها، وإشارات الخطر التي اعتادت تجاهلها. تُدرك أنها تستحق أكثر من مجرد عاطفة عابرة. تستحق التواصل والصدق والاحترام.