كان موقفًا لم أتوقعه أبدًا: إيثان، حبيبي السابق الذي دامت علاقتنا عامين، والذي كان رحيله انجرافًا بطيئًا وهادئًا بدلًا من انفصالٍ دراماتيكي، عاد فجأةً. ورغم أن شرارة حبنا قد خفتت منذ زمن، إلا أن همًا ما زال باقيًا. لذا، عندما اتصل بي في وقتٍ متأخرٍ من ليلةٍ عاصفة، وكان صوته متوترًا من اليأس بعد انفصالٍ آخر، عرضتُ عليه غرفتي الإضافية، معتقدةً أنني أُقدم له لفتةً إنسانية.
في البداية، ساد جوٌّ من الهدوء. حافظ إيثان على الهدوء، يعمل لساعات متأخرة، ويُقلّل من تفاعله مع الآخرين. كان يعود، ويتناول الطعام بسرعة، ثم ينسحب إلى غرفته. كان الهدوء، وإن بدا غريبًا مع وجوده، مُرحّبًا به تقريبًا. لكنّ الديناميكية تبدّلت تدريجيًا. جلبت عطلات نهاية الأسبوع الأصدقاء، وسرعان ما حلّ محلّهم سيلٌ من النساء. بدأ ضحكهنّ خلف الأبواب المغلقة، وأصوات المغادرين في الصباح الباكر، يُقلقان شعوري بالسكينة. وبينما كنت أحاول تبرير قلقي – لم نعد معًا – استمرّ الشعور بعدم الارتياح.

في إحدى الأمسيات، بينما كنت عائدًا إلى المنزل متأخرًا عن المعتاد، التقيتُ بإيثان وامرأة غريبة في مطبخي، نتشارك النبيذ ونضحك. كان تقديمه العفوي لي، “جيس، مجرد صديقة”، وأنا أقف محرجًا بجانب الثلاجة، سببًا في موجة غضب. لم يكن الأمر مجرد وجود نساء أخريات؛ بل كان تجاهله التام لمساحتي، تلك المساحة التي منحتها إياها بدافع اللطف، كما لو كان لا يزال يستحق كرمًا مني.
في اليوم التالي، واجهته مباشرةً. “إيثان، علينا التحدث”، قلتُ وأنا أدخل غرفته دون انتظار دعوة. كان رده الرافض: “سارة، لسنا معًا. أنتِ لا تُملين عليّ من أحضره إلى المنزل. أنتِ مجرد زميلتي في السكن”، توبيخًا لاذعًا. لم يكن غضبي نابعًا من علاقتنا السابقة، بل من عدم احترامه الصارخ لمنزلي. عندما أصررتُ على مغادرته، سخر مني، واصفًا إياي بالغير عقلانية.
غادر في اليوم التالي دون أن ينبس ببنت شفة. غمرني شعورٌ بالارتياح والحزن. لقد شوّه طيبتي وجعلها شيئًا سامًا، لكنني استعدت احترامي لذاتي. استغرق الأمر بعض الوقت لأستوعب غضبه، لكنني كنت أعلم أنني اتخذت القرار الصحيح. لقد وفرت له الملاذ بدافع التعاطف، لكنني لم أكن ملزمًا بتحمل عدم احترامه. كنت أستحق الأفضل، وأقسمت ألا أسمح لأحد، بغض النظر عن مشاعري، أن يعاملني بأقل من الاحترام.