ما لم يُخبروك به قط عن الحياة الآخرة
يُعدّ الموت من أعظم ألغاز البشرية. ورغم أنه أمرٌ لا مفر منه، إلا أن قلّةً من الناس يجرؤون على الحديث عمّا سيحدث لاحقًا. هل نختفي؟ هل نتناسخ؟ هل لا تزال الروح واعية؟
دعونا نستكشف اليوم ما تشعر به الروح في اللحظة التي يتوقف فيها الجسد عن العمل، وفقًا للعديد من الثقافات، وتجارب الاقتراب من الموت، والمعتقدات الروحية. استعدوا لاكتشاف موضوعٍ مؤثرٍ ومُثيرٍ للاهتمام، يُجيب على العديد من الأسئلة التي طرحناها جميعًا على أنفسنا في مرحلةٍ ما…
النفس الأخير: ماذا يحدث عندما يموت الجسد؟

عندما يتوقف القلب عن النبض ويتوقف الدماغ عن العمل، يدخل الجسم في حالة موت سريري. ومع ذلك، يؤكد العديد ممن مروا بتجارب الاقتراب من الموت أن الوعي لا يتوقف فورًا.
يصف البعض شعورًا بالسلام العميق، كما لو أن ثقلًا قد رُفع.
يُبلغ آخرون عن شعورهم بأنهم يطفون فوق أجسادهم، يرون أنفسهم وأحباءهم يبكون.
يُبلغ الكثيرون عن رؤية ضوء ساطع في نهاية النفق، ذو جاذبية قوية.
تتفق هذه الروايات على أمر رئيسي واحد: تبقى الروح واعية لفترة قصيرة بعد الموت الجسدي.
انفصال الروح: ألم أم حرية؟
من أكبر مخاوف البشر ما إذا كانت عملية الموت مؤلمة. ووفقًا لشهادات جمعها خبراء في الروحانيات والطب، فإن اللحظة التي تغادر فيها الروح الجسد لا تنطوي على ألم جسدي. على العكس:
يشعر المرء بشعورٍ من التحرر.
يتلاشى الخوف والمعاناة الجسدية.
يشعر الكثيرون بوجودٍ مُحبٍّ يُرافقهم.
حتى أن هذه الظاهرة دُرست في المستشفيات، حيث وُثِّقت تغيراتٌ غير مُفسَّرة في البيئة أثناء الموت.
أين تذهب الروح؟ المسارات الروحية بحسب كل معتقد.
لا تؤمن جميع الثقافات بالأمر نفسه، لكن الكثيرين يتفقون على أن الروح تتبع مسارًا بعد مغادرتها الجسد:
١. رحلة النور
يُشير هذا المفهوم، الموجود في العديد من الأديان، إلى أن الروح تصعد إلى مستوى من النور، حيث يستقبلها الأحباء أو الكيانات الروحية.
٢. التناسخ
تؤكد المعتقدات الشرقية، مثل البوذية والهندوسية، أن الروح تعود إلى الحياة في جسد آخر لمواصلة تعلمها.
٣. المطهر أو الانتقال
في الكاثوليكية، يُقال إن هناك مكانًا وسيطًا تُطهى فيه الروح قبل دخول الجنة. إنها عملية مراجعة للحياة.
٤. الأرواح الهائمة
تعتقد بعض التقاليد أنه إذا مات شخصٌ دون إنجاز أعماله أو مشاعره الجياشة، فقد تبقى روحه “مُحاصرة” في هذا العالم.
الروح طاقة: هل يمكن للعلم تفسيرها؟
يتزايد عدد العلماء المنفتحين على دراسة ما كان حكرًا على العالم الروحي. وقد أدت الأبحاث في مجال الطاقة الكمومية والوعي إلى الاعتقاد بأن العقل والروح يمكن أن يكونا شكلين من أشكال الطاقة لا يُدمران، بل يتحولان.
في الواقع، يدّعي بعض الفيزيائيين أن الوعي يمكن أن يوجد خارج الجسد، مما يفتح جسرًا بين العلم والروحانية. هل يمكن أن تكون الروح جزءًا من مجال طاقة أوسع؟
شهادات حقيقية: ما يقوله العائدون
شهد آلاف الأشخاص حول العالم ما يُعرف بـ”تجربة الاقتراب من الموت”. يشترك الكثيرون في هذه النقاط:
شعور بالطفو.
رؤى لأحبائهم المتوفين.
مراجعة شاملة لحياتهم.
رسالة واضحة: “لم يحن وقتك بعد”.
يزعم الكثيرون أنهم يعودون وقد تحوّلوا، بخوف أقل من الموت ورؤية أعمق لهدف الحياة.
ماذا نفعل في الحياة لنُهيئ أرواحنا؟
لا يقتصر الأمر على الخوف من الموت فحسب، بل على العيش بوعي. إليك بعض الممارسات التي تُقوي الروح وتُهيئها لتطورها:
التأمل والصمت الداخلي
شفاء المشاعر، والتسامح، والتخلي
التواصل مع الطبيعة
إيجاد هدف الحياة ومعناها
تنمية الامتنان والرحمة
الخلاصة: ما الذي تشعر به الروح بعد الموت مباشرةً؟
تتفق معظم الروايات على أن الروح لا تشعر بالألم، بل بالتحرر والسلام والتواصل. مهما كانت معتقداتك، فإن هذا اليقين قد خفف من خوف الموت عن الكثيرين. وإذا كان هناك شيء واحد مشترك بيننا جميعًا، فهو الرغبة في أنه عندما تأتي تلك اللحظة، ستجد الروح طريقها إلى النور.